عمرو بن العاص عند النجاشي

 



وكما يقول عمرو بن العاص : فوالله إنا لعنده إذا جاءه عمرو بن أمية رضي الله عنه الصحابي الجليل أرسله الرسول ﷺ إلى النجاشي ليأتي بـجعفر بن أبي طالب وأصحابه بعد صلح الحديبية، 


فعندما رأى عمرو بن العاص عمرو بن أمية عند النجاشي فكّر في شيء، وهو أن يطلب قتل عمرو بن أمية ، فإن قتله أصبحت له يد كبيرة عند قريش، 


فدخل عمرو بن العاص على النجاشي فقال له: أيها الملك! إني قد رأيت رجلاً خرج من عندك وهو رسول رجل عدو لنا، فأعطنيه لأقتله، فإنه قد أصاب من أشرافنا وخيارنا، 


لكن رد فعل النجاشي كان خارج تصورات عمرو بن العاص تماماً، لقد غضب النجاشي غضباً شديداً، حتى قال عمرو بن العاص : لو انشقت لي الأرض لدخلت فيها فرقاً منه، ثم قلت له: أيها الملك! والله لو ظننت أنك تكره هذا ما سألتك، وكان النجاشي قد أسلم وأخفى إسلامه، لكن وجد فرصة لأن يدعو عمرو بن العاص ، فهو يخاف أن يدعو بدعوته في داخل الحبشة حتى لا يخلعه قومه من كرسيه، لكن عمرو بن العاص صاحبه وبينهما علاقة قديمة جداً، فأراد أن يصل إليه بالخير الذي وصل إليه قبل ذلك، النجاشي، 


فقال النجاشي: أتسألني أن أعطيك رسول رجل يأتيه الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى لقتله؟ ثم قال عمرو بن العاص : قلت: أيها الملك! أكذلك هو؟ قال: ويحك يا عمرو أطعني واتبعه، فإنه والله لعلى الحق، وليظهرن على من خالفه كما ظهر موسى على فرعون وجنوده، وفجأة ألقى الله عز وجل في قلب عمرو بن العاص الإسلام.


وهذه تراكمات كثيرة، فهو منبهر كما ذكرنا قبل ذلك برسول الله ﷺ، منبهر بكامل حياة الرسول ﷺ، لكن تنازعه نفسه ألا يؤمن؛ بسبب العادات والتقاليد، ومعاداة أبيه للرسول ﷺ، فهذه أمور كثيرة جداً كانت مانعة له عن الإسراع إلى الإسلام، لكن فجأة اكتشف الحق أمام عينيه، فقال للنجاشي: أفتبايعني له على الإسلام؟ قال النجاشي: نعم، فبسط يده فبايعته على الإسلام، أي: أن إسلام عمرو بن العاص كان على يد النجاشي رحمه الله.


انظروا إليه كيف يهرب من الإسلام إلى المكان الذي يسلم فيه، هرب من الإسلام على يد النبي ﷺ وأسلم على يد النجاشي ملك الحبشة،{إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ } [القصص:56].


أسلم عمرو بن العاص وكتم إسلامه عن أصحابه وتركهم وعاد إلى الجزيرة العربية بعد ذلك، وعاد وهو ينوي الذهاب إلى الرسول عليه الصلاة والسلام لإعلان الإسلام بين يديه، ووصل إلى مكة المكرمة ومكث فيها قليلاً، ثم خرج بعد ذلك في اتجاه المدينة المنورة، وفي حال خروجه إذا به يقابل خالد بن الوليد وعثمان بن طلحة ، فسأل عمرو خالد بن الوليد قال له: أين أبا سليمان ؟ فقال خالد في منتهى الصراحة والوضوح: والله لقد استقام المنسم. أي: وضح الطريق، ثم قال: وإن الرجل لنبي، أذهب والله فأُسلم، فحتى متى؟ قال عمرو بن العاص : قلت: والله ما جئت إلا لأُسلم، 


وتحرك الثلاثة من مكة إلى المدينة المنورة، حتى وصلوا إلى منطقة الحرة، وهناك عند منطقة الحرة أناخوا ركابهم وبدءوا يستعدون للقدوم على رسول الله ﷺ، فقال خالد بن الوليد رضي الله عنه: فلبست من صالح ثيابي، ثم عمدت إلى رسول الله ﷺ.


وعند ذهابه إلى الرسول ﷺ لقيه أخوه الوليد بن الوليد رضي الله عنه فقال: (أسرع فإن رسول الله ﷺ قد أُخبر بك فسُر بقدومك، وهو ينتظرك، قال: فأسرعت المشي فطلعت عليه، فما زال يتبسم إليّ حتى وقفت عليه، فسلمت عليه بالنبوة، فرد عليّ السلام بوجه طلق، فقلت: إني أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، فقال: الحمد لله الذي هداك، قد كنت أرى لك عقلاً رجوت ألا يسلمك إلا إلى الخير، 


قلت: يا رسول الله! قد رأيت ما كنت أشهد من تلك المواطن عليك معانداً عن الحق، فادع الله أن يغفرها لي، فقال رسول الله ﷺ: الإسلام يجب ما كان قبله، قلت: يا رسول الله على ذلك؟ فقال: اللهم اغفر لـخالد كل ما أوضع فيه من صد عن سبيلك)، 


قال خالد : ثم تقدم عمرو بن العاص رضي الله عنه وأرضاه، ودار بين عمرو بن العاص وبين الرسول عليه الصلاة والسلام حوار لطيف، 


فقال عمرو بن العاص : (لما جعل الله الإسلام في قلبي أتيت النبي ﷺ، فقلت: ابسط يمينك فأُبايعك، فبسط يمينه ﷺ فقبضت يدي، قال: ما لك يا عمرو ؟ قال: أردت أن أشترط، قال: تشترط بماذا؟ قلت: أن يُغفر لي، قال: أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله، وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها، وأن الحج يهدم ما كان قبله؟) 


وأسلم عمرو بن العاص رضي الله عنه وأرضاه ثم تقدم عثمان بن طلحة رضي الله عنه وأرضاه وأسلم أيضاً.

Media center total solutions of content and raw wiki information source - The hulk library of knowledge world wide - sound library - Books library

bitcoin , reads , books , cord blood , attorneys , lawyers , domestic , local services , offshore companies , offshore lawyers , beyond the seas business , laws , enactions , jungle , ameriican eagle , america business , gas, gasoline , petrol , burn , films , new movies , stars , hollywood , stationary , offices , federal law , states divisions

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال