قوات الخالد

كان لجنود و قوات خالد بن الوليد شكل مميز و مختلف, فجنود هذا الجيش لا يلبسون زيا موحدا, و لا يوجد اي تشابه في زيهم, و لم يكن لديهم اشارات تدل على الرتب للتمييز بين الجنود و القادة, و لم يكن فعليا يوجد تسلسل قادة حسب الفكر العسكري الحالي, لان القيادة كانت منصبا و ليس رتبه, فأي مسلم يستطيع الانضمام للجيش و القتال فيه, و كان الجيش منظم على النظام العشري, فكان يوجد قادة لكل عشر رجال و كل مائة و كل ألف, و كان تنظيم الاف رجل يقابل تنظيم الكتيبة, و تجميع عدد من الكتائب لتشكيل قوة اكبر امرا مرنا و يتغير حسب الموقف, و يمكن للرجل ان يحارب كجندي عادي في ايام, ثم يتولى قيادة سرية او كتيبة لمهمة معينه, و بعد انتهاء مهمته يعود لصفوف الجنود كمقاتل عادي مره اخرى و هكذا.

بالنسبة للأسلحة و المعدات فلم يكن هناك اي مقياس او معيار ثابت لهذا الجيش, فالرجال تقاتل باي سلاح يملكونه, و عليهم تأمين سلاحهم الشخصي بالشراء او غنائم الاعداء من جيوش الفرس و الروم, و كل الاسلحة المعروفة في ذلك الوقت كانت لديهم مثل السيف و الرمح و القوس و الخنجر و غيرها من ادوات القتال لذلك الزمان, و بالنسبة للدروع فكانوا يرتدون دروعا من المعدن و خوذ من السلاسل ذات اشكال و الوان مختلفة, و كان معظمها مأخوذا من جيوش الفرس و الروم المهزومة, و معظم رجال جيش خالد يركبون الابل او الخيول.

كان لهذا الجيش الكبير سمة رئيسية مهمة و هي انه ليس له خطوط تموين او مواصلات وراءه, لم يكن خلفه اي قواعد امداد او شؤون ادارية, فطعام الجيش يتحرك معه في أي مكان و محمولا على الدواب, و اذا انتهى اللحم فان الجيش يعيش على التمور و الماء لأسابيع طويلة و يقاتل معاركه, و لا يمكن عزل هذا الجيش عن قواعده لأنه ليس له اي قواعد تموين, و لم يكن يحتاج جيش خالد لأي طرق ممهدة للتحرك فالقوات تتحرك في اي طريق بأي شكل بمنهى المرونة و السرعة, و ميزة المرونة في الحركة كانت احد عوامل الانتصار في كثير من المعارك على الفرس و الروم.

برغم ان قوات جيش خالد بن الوليد كانت تتحرك على شكل قافلة تعطي انطباع انهم حشود غير مدربة, الا انه من الناحية العسكرية كان مثار الاعجاب, فعند تقدم الجيش يتم ارسال قوات حرس للمقدمة تبعد مسافة مناسبة عن الجيش لتامين تقدم الجيش و تنظيف المجال أمامه, كما يوجد سرايا الاستطلاع و الانذار المبكر على مسافات بعيده امام الجيش, و يوجد قوات حرس المؤخرة خلف الجيش المتحرك لتامين القوات, كما انه يتم استخدام الفرسان على الخيول السريعة عند اوقات الخطر, للتحرك على أجناب الجيش و حمايته في اتجاهات محتملة, لو هناك خطر من تدخل العدو اثناء تحرك القوات, و عند الحاجة يستطيع جيش خالد الاختفاء في وقت قليل او التحرك بسرعه وقت الاخطار, و هكذا كان شكل جيش سيف الله في كل معاركه و حروبه التي خاضها