الجينات الوراثية للعراقيين و الحقيقة المُرة "
تاريخ العراق القديم و المعاصر مليء بالاحداث التي من شأنها ان تجد العديد من نقاط التشابه
لذلك سوف اخذ عدة نقاط و نرى ان كان هنالك تشابه مع التاريخ المعاصر للعراق
سنة 539 ق.م كانت سنة محورية بالنسبة لسكان بابل و حدثًا جلل بسقوط بابل بيد الاخمينين بقيادة قائدهم " كورش "
حسب المصادر واعتمادي هنا على ثلاثة مصادر هي العبرانيين " اليهود " و الاغريق و كذلك الفرس انفسهم بتصوير انتصارهم
كل المصادر تختلف بين نقطة واخرى لكن تجد وجه التشابه بنقطة واحدة فقط وهي سقوط بابل بيد الفرس عن طريق خيانة ومساعدة البعض سكان بابل انفسهم ومساعدة كورش على دخول بابل واحتلالها و اعتماد الفرس هنا على اللعب على الوتر الديني اذ ذكر في النصوص ان كورش قال جائني الاله " مردوخ " و اوصاني أن اجهز جيشاً بعدد الماء الموجود في النهر وبصفوف متناسقة حاملين أسلحتهم لكي يجنب بابل الكوارث ويزيح نبونائيد عن الحكم
وعند دخول كورش بابل استقبله عدد من اهالي بابل حسب المصادر الفارسية و العبرانيين
أنه أستقبل استقبالا حافلاً من سكان مدينة بابل عند دخوله المدينة وقال " عندما دخلت بابل كصديق و أقمت وسط تهليل وفرح مقر الحكم في القصر الحاكم "
كانت حجة الاهالي هنا انه الحاكم البابلي يمنعهم من اداء طقوسهم الدينية
وهذه نقطة التشابه الثانية وما اشبه البارحة باليوم .
نتنهي من سقوط بابل و نتحول الى الاسكندر الاكبر و دخوله بابل بعد اسقاطه و سحقهِ للفرس لم يتغير عن من سبقه تم الترحيب به بالورود من قبل بعض الاهالي
نرى ان اهل العراق لم يتعلموا من درسهم و ذلك بسبب ان الاحتلال لا يخرجه سوى احتلال اخرى الفرس دخلوا و اخرجهم اسكندر الاكبر من ثم عودة الفرس و اخراجهم بواسطة أناس ليسوا من اهل البلد وهم الديانة الاسلامية على اختلاف الخلافات الاسلامية من الراشدية الاموية والعباسية ونقاط القوى والضعف فيها لم يكن للعراقيين اي دور يذكر الا بالفترة العباسية والتي كانت بغداد وقتها مركز الخلافة الاسلامية لتنتهي ايضا بدخول محتل اخر و هم المغول و اخراجهم بواسطة المماليك و من ثم اخراج المماليك بيد العثمانيين
لم ينتهي الامر هنا بسقوط الدولة العثمانية و دخول البريطانيين الى العراق ايضا اخراج احتلال و ادخال احتلال أخر بدلًا عنه
لنصل الى ثورة العشرين ١٩٢٠ التي يُزعم العراقيين انها كانت ثورة استطاعت اقتلاع البريطانيين من جذورهم لكن هذا الكلام غير صحيح لم تستطع هذه الثورة تغيير اي شي سوى ان البريطانيين جلبوا عائلة ليست عراقية لتحكم العراقية مع بقاء البريطانيين اوصياء على العراق وابسط دليل على هذا الكلام لغاية عام ١٩٢٦ كانت بريطانيا هي الوصية على العراق بشأن ترسيم الحدود مع تركيا .
البريطانيين لم يكونوا احسن حالًا ممن سبقوهم فلم يدخلوا محررين بل طامعين بما هو تحت الارض .
عائلة حكمت لغاية ٥٨ ليأتي عبدالكريم قاسم و بمساعدة خارجية ليكمل حوالي ٥ سنوات ومن ثم عبدالسلام عارف بمساعدة جمال عبدالناصر و يكملها وهكذا دواليك
تتوالى الاحداث و السنين تلو السنين لنصل الى 2003 وسقوط الدولة العراقية بيد الولايات المتحدة الامريكية ومن معها بحجة حماية حقوق الانسان و الانهاء على نظام قمعي يمتلك اسلحة الدمار الشامل وهنا علينا مراجعة بداية الكلام ان جزءا من العراقيين استقبلوا الامريكان استقبال الفاتحين و قالوا لهم كان يمنعنا من اقامة طقوسنا الدينية
" ما اشبه البارحة باليوم "
الرباط انه طيلة هذه الاحداث كلها لم ارى اي تغيير من الداخل استطاع النجاح انما عملية استبدال محتل بمحتل او بمساعدة خارجية
١٩٢٠ لم تنجح او حتى اكون واضح اكثر لا يمكن ادخالها ومقارنتها ضمن حيز الثورة البلشفية او الفرنسية
١٩٩٠ ومع اختلاف التسمية بين الغوغاء او الانتفاضة الشعبانية لم تغير شي
٢٠١٩ ثورة شباب تشرين ايضا لم نرى تغيير واقتلاع الساسة الفاسدين من كراسيهم
سؤالي لمن يريد التغيير من الداخل ممكن احد يشرحلنا طريقة التغيير ! الاستراتيجية المعتمدة شنو التخطيط اللي رسمتوه للتغيير الداخلي وعلى ماذا استندتوا انه من الممكن التغيير من الداخل هو الحل الوحيد ممكن هلكلام يفهم اصلا انه تخدير للناس ايضا و الا اذا كان التغيير من الداخل هو الحل ليش كان الطلب هو مساعدة منظمات المجتمع المدني وحقوق الانسان و الدول الكبرى بشأن الانتهاكات الحاصلة بحق العراقيين !
وان كان هنالك من يعول على التغيير الداخلي من الانتخابات اتصور شفنا عدد من النواب انتموا لاحزاب سفكت دماء العراقيين وسرقت اموالهم و هنالك نواب اخرين اعطوا اصواتهم داخل تصويت البرلمان لاشخاص متهمين بقتل المتظاهرين وسرقة
المال العام
