تعد فترة المراهقة من أهم مراحل النمو البشري حيث تحدث تغيرات جسدية ونفسية كبيرة. ومن بين الجوانب التي تبرز في هذه المرحلة هي الجنس والهوية الجنسية. لذلك، تُعد التربية الجنسية الإيجابية ضرورية لتمكين المراهقين من التعامل مع هذه التغيرات بثقة وفهم.
### *1. مفهوم التربية الجنسية الإيجابية:*
التربية الجنسية الإيجابية هي نهج تربوي يركز على تقديم معلومات دقيقة وعلمية حول الجنس والهوية الجنسية والعلاقات. تهدف هذه التربية إلى تعزيز الفهم السليم وتطوير موقف صحي تجاه الجنس، بدلاً من القلق أو الخوف منه. تشمل هذه التربية مناقشة موضوعات مثل البلوغ، والتغيرات الجسدية، والعواطف، والجنس الآمن، والحقوق الجنسية، والعلاقات الصحية.
### *2. أهمية التربية الجنسية في مرحلة المراهقة:*
تعتبر التربية الجنسية في مرحلة المراهقة أساسية لعدة أسباب:
- *التوعية بالتغيرات الجسدية والنفسية:* توفر التربية الجنسية معلومات حول ما يحدث في جسم المراهقين خلال البلوغ، مما يساعدهم على فهم هذه التغيرات بشكل طبيعي دون شعور بالخجل أو الارتباك.
- *تعزيز الوعي الجنسي الصحي:* من خلال تقديم معلومات عن الجنس الآمن، ومخاطر الأمراض المنقولة جنسيًا، والحمل غير المرغوب فيه، يتمكن المراهقون من اتخاذ قرارات مستنيرة ومسؤولة.
- *تطوير علاقات صحية:* تساهم التربية الجنسية في فهم أهمية الاحترام المتبادل والرضا في العلاقات العاطفية والجنسية، مما يعزز قدرة المراهقين على بناء علاقات صحية ومتوازنة.
- *الوقاية من السلوكيات الخطرة:* من خلال التوعية بمخاطر العلاقات غير الآمنة والإساءة الجنسية، يمكن تقليل احتمالات تعرض المراهقين لمثل هذه المخاطر.
### *3. كيفية تقديم التربية الجنسية الإيجابية:*
- *الصراحة والوضوح:* من الضروري أن يتحدث الأهل والمعلمون مع المراهقين بصراحة ووضوح حول الموضوعات الجنسية، مع استخدام لغة مناسبة لمرحلتهم العمرية.
- *الاستماع الفعال:* يجب أن يتم توفير بيئة آمنة للمراهقين حيث يشعرون بأنهم يستطيعون طرح الأسئلة والتعبير عن مخاوفهم دون حكم أو نقد.
- *استخدام مصادر موثوقة:* من المهم استخدام مواد تعليمية موثوقة وعلمية لضمان تقديم معلومات دقيقة ومفيدة.
- *تشجيع الحوار المفتوح:* ينبغي تشجيع المراهقين على مناقشة موضوعات الجنسية مع الأهل أو المختصين الصحيين، مما يعزز ثقتهم وفهمهم.
### *4. دور الأهل والمجتمع:*
يلعب الأهل دورًا محوريًا في تقديم التربية الجنسية. يجب عليهم أن يكونوا مصدرًا موثوقًا للمعلومات والدعم، وأن يشجعوا على الحوار المفتوح مع أبنائهم. كما يمكن أن تساهم المدارس والمجتمع في تقديم برامج تثقيفية متكاملة تغطي جميع جوانب التربية الجنسية.
### *الخلاصة:*
التربية الجنسية الإيجابية ليست مجرد نقل معلومات حول الجنس، بل هي عملية شاملة تهدف إلى تمكين المراهقين من فهم أنفسهم والتعامل مع التغيرات التي يمرون بها بطريقة صحية ومسؤولة. من خلال تعزيز الفهم والثقة، يمكن أن تساهم هذه التربية في بناء جيل واعٍ قادر على اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن حياته الجنسية والعاطفية.
بقلم : دينا عادل
- استاذ محاضر بجامعة عين شمس - و اخصائي علاج نفسي