ميزان المتعة و الالم في القانون الكوني - لماذا في الغالب يتبع كل متعة الما ؟


 


الحقيقة المُرة يا صديقي أننا تعساء لأننا نحاول طوال الوقت أن نتجنب التعاسة؛ الطبيعي أننا نمر بأشياء سلبية في حياتنا، والمفترض أن نتعامل معها ولا نهرب منها لنجري وراء أية مُتعة لا فائدة منها، فالألم حتمًا سيلحق بنا، لأن ما سيفاجئك يا صديقي أن كثرة المتعة تؤدي إلى الألم، فالمتعة والألم أخوان أصلًا وموجودان في المكان نفسه من المخ!

كيف؟!

أليس الدوبامين هرمون السعادة؟ إذًا فلنكثر منه يا أخضر، لِمَ أنت متضايق؟

اصبر وتعالَ لنفهم من البداية..

سأشرح لك يا صديقي.. أولًا الدوبامين ليس هرمون السعادة، وسأقول لك لماذا نظنه كذلك، في مخنا نظام اسمه نظام المكافأة، يتحفز هذا النظام عندما يحصل على شيء يعدّه الدماغ مكافأة كالطعام والجنس، وساعتها يفرز الدوبامين الذي يمنح شعورًا بالمتعة، والحقيقة أن دور الدوبامين أكبر من هذا، إذ اكتشف العلماء أنه يلعب دورًا أعظم في التحفيز، وفي دفعنا لنسعى وراء الشيء الذي سيمنحنا مُتعة أو سعادة.

لنوضح أكثر.. أحضرَ مجموعة من العلماء بعض الفئران وعدّلوا فيها بحيث لم تعُد قادرة على إنتاج الدوبامين، فماذا حدث لها؟

لم تعد الفئران قادرة على الحركة ولا الأكل، مع أن الطعام كان أمامها، لكنها لم تملك الحافز الذي يجعلها تأكل، وفي النهاية ماتت بسبب الجوع!

وبعدما اكتشفوا أهمية الدوبامين بهذا الشكل، عدّه العلماء المقياس الأساسي لإمكانية إدمان أي سلوك أو مادة، أي كلما زادت كمية الدوبامين التي يفرزها نظام المكافأة بعد الحصول على مادة معينة أو سلوك معين، زادت احتمالية الإدمان!

نتطرق الآن إلى ثاني اكتشاف وهو أن اللذة والألم يعالجان في المكان نفسه من المخ، لكن على طرفي نقيض.

لم أفهم!

تخيل أن داخل دماغك ميزانًا، الكفة اليمنى فيها المتعة والكفة اليسرى فيها الألم، الطبيعي أن الألم والمتعة متساويان وعلى المستوى نفسه، لكن عندما نفعل شيئًا يزيد من إفراز الدوبامين، يميل الميزان ناحية المتعة.

المهم في هذا الميزان أنه لا يحب الميل، يريد أن تظل الكفتان متساويتين وفي حالة توازن، ولا يريد أن يميل إلى أية ناحية، ومن ثم فإن آليات التنظيم الذاتي الموجودة في المخ تعيد التوازن في كل مرة يميل التوازن ناحية المتعة.

هل تقصد أنها ترجعهما متساويين مرة أخرى؟

مع الأسف لا، بل تميل مقدار الميل نفسه الذي كان في ناحية المتعة، لكن هذه المرة في ناحية الألم، وهذه هي اللحظة التي تشعر فيها بأنك تريد تكرار التجربة الممتعة الأولى، وتمد يدك مثلًا إلى الهاتف، لكن إن لم تُلبِّ هذه الرغبة يتساوى الميزان بعد قليل من الوقت، أما إن مددت يدك -وهذا ما نفعله جميعًا- فستميل الكفة مرة أخرى ناحية المتعة ثم ناحية الألم، ثم تعود الرغبة وهكذا، وستدخل في دوامة لا نهاية لها.

ببساطة.. لكل متعة ثمن، ولو استمررنا في الاستجابة للرغبة كل مرة فستقل المتعة ويزيد الألم، لأن جسمنا سيعتاد هذا الشيء ولن يكون له التأثير نفسه، لذا سنحتاج إلى أن نزيد الجرعة لنشعر بالتأثير السابق فقط، وربما يصل الأمر إلى انعدام الإحساس بالمتعة تمامًا! وهذا كله لأن عقلنا متكيف مع عالم من النُّدرة، فأصبح غير قادر على التعامل مع عالم الوفرة الذي نعيش فيه.

وكيف نصمد في عالم كهذا؟

هناك طريقة للصمود في عالم الوفرة والانغماس المفرط اسمها صيام الدوبامين، وهي بصراحة ليست طريقة سهلة:

- لذا فأول خطوة فيها هي أن تتحفز لها.. كيف؟

بأن تجمع معلومات عن استهلاكك، بمعنى أن تحدد ما تستهلكه بالضبط ومدة استهلاكك له، وتعرف أيضًا سبب استهلاكك له إن كان لتقليل الاكتئاب مثلًا أم التوتر، والأهم أن تعترف أمام نفسك -بكل صراحة- بالمشكلات التي يسببها استهلاكك وما سيتحسن إن تخلصت منه.

- وبعدها تكون جاهزًا لخطوة التنفيذ، التي هي الامتناع، وهدفه استعادة التوازن بين الألم والمتعة، ومدة الامتناع في البداية تكون أربعة أسابيع، أي نحو شهر، لكن هذه المدة في بعض الحالات تقل أو تزيد حسب نوع الإدمان، هذا بالطبع ينفع في حالة إدمان أشياء كمواقع التواصل الاجتماعي والألعاب والطعام، لكن الأشياء كالكحول أو المخدرات أو الإباحية لا ينفع معها صيام الدوبامين.

وانتبه لأن في فترة الامتناع هذه تظهر كل الأفكار والمشاعر والمشكلات التي كنت تخبئها بالإدمان، كالإحساس بالفشل والتيه أو القلق أو الملل، وهنا يجب أن تتعلم كيف تتعامل معها بطريقة صحيحة وألا تهرب منها، وإن كنت تواجه مشكلة حقيقية فابحث عن حل لها.

- بعدما ينقضي هذا الشهر وتستعيد التوازن، تصل إلى الخطوة الأخيرة الخاصة بالمستقبل، وهنا يأتي دورك لتضع خطة إما لتكمل الامتناع وإما لتعتدل في الاستخدام في ما بعد.

Media center total solutions of content and raw wiki information source - The hulk library of knowledge world wide - sound library - Books library

bitcoin , reads , books , cord blood , attorneys , lawyers , domestic , local services , offshore companies , offshore lawyers , beyond the seas business , laws , enactions , jungle , ameriican eagle , america business , gas, gasoline , petrol , burn , films , new movies , stars , hollywood , stationary , offices , federal law , states divisions

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال