يهود خيبر


 


مصالحة الرسول ﷺ ليهود خيبر


لقد ترك اليهود غنائم ضخمة جداً، تركوا أموالاً ودياراً، وتركوا أهم من ذلك النخيل، وكانت خيبر بلاداً غنية جداً بالزراعة، فتركوا كل هذا وراءهم وبدءوا في عملية الخروج.


ثم إن اليهود بعد قرار المعاهدة وقرار الخروج من خيبر قدموا عرضاً إلى رسول الله، قالوا: (يا محمد! دعنا نكون في هذه الأرض نصلحها ونقوم عليها، فنحن أعلم بها منكم).


وقد كانت أراضيها كبيرة جداً، والصحابة لم يكن لهم علم كبير بالزراعة، وهي بعيدة عن المدينة المنورة، واليهود يستطيعون أن يصلحوا هذه الأراضي ويخرجوا منها الثمار، 


فقالوا: دعنا نقوم على إصلاح هذه الأراضي، ثم نقيم معاهدة بيننا وبينك على اقتسام هذا الثمار، فوجد الرسول ﷺ أن هذا العرض عرض مناسب للمسلمين، فأقر اليهود على أن يعطيهم الشطر من كل زرع ومن كل ثمرة، ما بدا لرسول الله ﷺ أن يقرهم في خيبر، فإذا أمر ﷺ في يوم من الأيام دون تحديد في هذه المعاهدة بخروج اليهود من خيبر فعليهم أن يخرجوا، وهو ما تم بعد ذلك في عهد عمر بن الخطاب كما يعلم الجميع.


انتهت المعركة بهذا الأمر، وبدأ ﷺ يقسم غنائم خيبر الكثيرة جداً على المسلمين غير الزراعة، كان هناك سلاح، وكان هناك أموال، فهذه الغنائم كانت كثيرة، حتى إن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يقول -كما روى البخاري-: ما شبعنا حتى فتحنا خيبر.


وتقول السيدة عائشة رضي الله عنها -كما جاء في البخاري-: لما فتحت خيبر قلنا: الآن نشبع من التمر.


وكان من بنود المعاهدة أن من كتم مالاً من اليهود عن المسلمين برئت منه ذمة الله عز وجل وذمة رسوله الكريم ﷺ، بمعنى أنه يقتل لإخفائه ذلك المال.


فاكتشف الرسول ﷺ أن كنانة بن أبي الحقيق أخفى مالاً، ذكر له ذلك أحد اليهود، فأتى بـكنانة بن أبي الحقيق ، وبدأ باستجوابه فقال له ﷺ :(هل أخفيت مالاً؟! فقال: لا. فقال ﷺ أرأيت إن وجدناه عندك أأقتلك؟ قال: نعم)، 


فأمر ﷺ بالبحث في أرضه، وكان أحد اليهود قد عين مكاناً معيناً، قال: إن كنانة قد أخفى في هذا المكان شيئاً، فبحثوا في ذلك المكان فوجدوا كنزاً كبيراً من المال، 


وقتل كنانة بن أبي الحقيق نتيجة مخالفته للمعاهدة التي كانت مع المسلمين، وسبيت امرأة كنانة بن أبي الحقيق ، وكانت امرأة كنانة هي صفية بنت حيي بن أخطب ، وكما نعلم جميعاً أن رسول الله ﷺ تزوجها بعد ذلك وأصبحت من أمهات المؤمنين.

 _

💎الحكمة من زواج الرسول ﷺ بصفية بنت حيي رضي الله عنها


لنا وقفة مع زواج الرسول ﷺ من السيدة صفية رضي الله عنها وأرضاها.

بداية الأمر أن السيدة صفية أخذت في السبي وكانت مع أحد أصحاب رسول الله ﷺ، وهو دحية الكلبي رضي الله عنه وأرضاه، 


فأتى أحد الصحابة إلى رسول الله وقال له: إن هذه بنت ملك، ولاينبغي أن تكون إلا لك، فأخذها ﷺ


وفي زواجه ﷺ من السيدة صفية حكم، من هذه الحكم أنه رفع درجة السيدة صفية ، فهي بنت ملك أو بنت زعيم من زعماء اليهود، وزوجة زعيم من زعماء اليهود، فلا يليق أن تعطى لأي إنسان من المسلمين، فرفع من قدرها وعظم من شأنها، وتزوجها ﷺ بعد أن أعلنت إسلامها.


ثم إن هذا الزواج فيه استمالة لقلوب اليهود، فعندما يكون بينهم وبين زعيم الدولة الإسلامية نبي هذه الأمة علاقة مصاهرة؛ فإن هذه العلاقة قد ترقق قلوب اليهود وتفتح قلوبهم للإسلام.


ثم إن هذا سيمنع الخلاف بين الصحابة؛ لأن أحد الصحابة -كما ذكرنا- جاء إليه وقال: أعطيت دحية الكلبي هذه، فقد ينظر بعض الصحابة إلى أنه أعطى أحد الصحابة شيئاً قد يناسب غيره من عموم الصحابة، وبذلك قطع الخلاف بين الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم أجمعين، وكانت هذه بداية خير كبير للسيدة صفية ، فقد أصبحت أم المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها، وروت الكثير والكثير عن رسولنا الكريم ﷺ.

إذاً: هذه كانت غزوة خيبر.


Media center total solutions of content and raw wiki information source - The hulk library of knowledge world wide - sound library - Books library

bitcoin , reads , books , cord blood , attorneys , lawyers , domestic , local services , offshore companies , offshore lawyers , beyond the seas business , laws , enactions , jungle , ameriican eagle , america business , gas, gasoline , petrol , burn , films , new movies , stars , hollywood , stationary , offices , federal law , states divisions

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال