عصر جديد
إن ڤيروس كورونا علامة صارخة من العلامات القوية التي تغير طبيعة الأرض ،كما حدث في عصور غابرة ، من طوفان وحشرات وحروب طاحنة وزلازل وبراكين التي أخفت وأظهرت عوالم وشعوب وأراض جديدة .
هذا الڤيروس علامة لبدء عصر جديد .
لقد عاد الدين الذي أُجّبرت على غربة بعض تعاليمه ، عاد الإيمان بالله بدلائل وإثباتات علمية وعملية بالعقل والتفكير وبالقلب والتصديق ، وعاها القاصي والداني ، في عصر جديد .
مهد لعودته بطريقتين :
الأولى : بعصف عقول ونفوس بعض من تناسى الله من خلال لهوه واستهتاره والبعد عن عبادته والسير خلف بندولات الفوضى والبعد عن الله الحق المبين وركض خلف الأنواع المتعددة من المخدرات ؛ مايذاع منه ببعض الإعلانات المبعدة عن طريق الله .إلى جانب بعض المواد الإعلامية، المقصودة منها وغير المقصودة ،كذلك من أنواع المخدرات ما يُؤكل وما يُشرب ، وما يشم ، ومايُسمع .
الثانية : عصف بموجة المتشدقين والمستصرخين والمُرهبين بالويل والثبور وعظائم الأمور ،من خلال اهتزاز الكثير من المعتقدات البالية والمقيدة ببضع كلمات يتنطّع بها أصحاب المصالح الشخصية للسيطرة والنهب والسلب ، بوضع أطر تحت مسميات عدة كحقائق ، تطبق بأدوات مثل يجب ،لابد ،لا ينبغي ،ويجوز ولا يجوز ، أحكام متوارثة دون بحث ولا تجديد ، ولا استقراء للمستقبل وكأن الدين الذي اعتنقوه محصوراً بطريقة واحدة هي طريقتهم ، وجعلوا بعض الناس تغفل أحياناً كثيرة عن أن القرآن الكريم يزخر بتعاليم وأسرار لايكتشف منها إلا مايناسب الزمكان فالقرآن صالح ومفعّل لكل زمان ومكان . نجد أن البعض منهم أخذوا يُدخلون الناس إما إلى النار أو إلى الجنة .
كما دسوا الخوف بكل شيء بالتحركات ، الأكل ، اللبس ، الأقوال ، الأعمال وحتى نوايا الناس ، كفروهم ، حاربوهم ، خونوهم واتهموهم فقط لأنهم لم يتبعوهم ، وفقط لفرض هيمنتهم للحصول على كنزي السلطة والمال .
بماذا عصف بهم ؟
ببعض الجنود المجهولة التي لا تعرف الحدود، ولا المسافات تعبر العالم وقاراته بسرعة عجيبة ، والآفات التي هي جند من جنود الله ،والتي من شأنها الإجبار على التغيير للأفضل ، لأن الله يمهل ولايهمل ، وغيّر الحال من حال إلى حال .
لقد بدأ عصر جديد ، عصر إيماني وروحاني يتجدد في الكون وعلى الأرض التي لفظت الكثير من سلبيات البشر عليها وفي كونها ، لتتغير وتنظف وتتنفس ، ولتصبح أرضاً جديدة بالحضور ، تفكيراً ومشاعراً إنسانية . وبدأ عصر تقارب وتباعد جديدين لحياة جديدة ومتجددة .
فبتقنية التباعد الجبري على المدن والبلدان :
- أظهر إشارات لدعوة خفية للتعاون والتكاتف وتبادل المصالح والفائدة بينهم .
- كما أظهر تميز كل بلد ،لشعبه أو لغيره ، والذي قد كان مغموراً تحت المظاهر الكاذبة والمزيفة لغرض أو لآخر .
أما التباعد المحلي لكل أسرة في أي مجتمع :
فقد أظهر زيف وعدم فائدة أمور كثيرة ليست من الحاجات الأساسية ، كذلك بينت من يخاف على مصلحتهم ؛ في القيام على حمايتهم ووقايتهم وتوفير قوتهم وتوفير احتياجاتهم الأساسية وأمنهم وأمانهم وصحتهم .
وبين من يريد امتصاص طاقاتهم وجيوبهم وعقولهم وأمنهم وأمانهم واستقرارهم بطريقة أو بأخرى وبأساليب ملتوية مخادعة بكل ما أُوتوا من حيل وخداع ونفاق ، إذ أنهم في بعض الأزمات التي تحتاج للتكافل ، يندحرون في جحورهم ، جحور الخوف وعدم مساعدة غيرهم من الناس ، وعندما تنقشع الغمة يعودون للنفاق والخداع ، (فاحذروهم) .
أما التباعد الفردي :
- فقد بين أيضاً نفاق البعض واستغلاله للبعض الآخر بالعمل على توهانهم بعرض أمور ليست من الضرورات ولكنها من المشتتات والمضيعات في ضبابية بعض الأفكار ولخبطة بعض المشاعر وقهرها .
- قضى على بعض المبالغات لبعض العادات والتقاليد المستحدثة بأساليب متنوعة .
- قضى على أنواع عديدة التفاهات ومن أنواع النفاق الفردي في المجاملات وغيرها .
- قرب الإنسان من ذاته .
التقارب :
- فعلى مستوى الدول أظهر التسابق المحموم على الاختراع والإبداع والاكتشافات لصالح البشرية .
- على المستوى خلايا الأسرة الواحدة بالمجتمع الواحد :
ظهر نوعاً من الحب ، الخوف والقلق المحمود ، الحرص ، التقارب الجسدي والروحي والفكري والقلبي.
التقارب الفردي مع ذاته :
- فقد دخل معظم الأفراد كهف الصمت والتأمل والتفكر والتدبّر الذاتي .
- واكتشف الفرق بين الشهوات والرغبات والحاجات .
- اكتشف ما لديه من قدرات وإبداع وسخره لخدمة أبناء وطنه أو للعالم .
- تعلّم الصبر ، الحلم ، الحكمة ، ضبط النفس ، الاهتمام والعناية بالجسد ونظافته وإبعاده عن الأمراض الجسدية والمعنوية والروحية والنفسية ،
القدرة على إدارة الأزمات بكل أنواعها .
- عاد لحضرة قلبه وإيمانه القلبي بالله وبأن لا حول له ولا قوة إلا بالله .
- اكتشف أنه بالفعل يحب الله حباً لايعادله أمر أبداً بالدنيا .
- اكتشف أن أولاً وآخراً لابد أنه عائد لله فبأي أمر أو عمل أو وسيلة يديك تقدمه أمام الله ؟!
لنجدد أفكارنا ، نحسن نياتنا، نطلق مشاعر الحب ؛ كلاماً ،عملاً، ابتسامة و نظرةً،
تتجدد حياتك في العصر الجديد عصر الحكمة وعودة القيم البناءة
د. مريم عبداللطيف الرجيب
دكتوراه بعلوم الطاقة ، باحثة في كل مايتعلق بتنمية الذات الإنسانية
منذ عام ١٩٩٥
من لغة الجسد ودلالة خط اليد ، القراءة التصويرية، العلاج بخط الزمن ، وغيرها
مدربة في فن إعادة برمجة الذات
ومعالجة بالثيتا هيلنغ وبالتوجيه الشخصي الكوتشينج
مؤلفة
شهادة جامعية باللغة العربية والتربية
Tags:
ترند